غاية الدين هي الصلاح و الاصلاح في الارض ومنع الفساد و الافساد، لذلك فالولاية كلها للاصلاح و البراءة كلها من الافساد.
ولا ريب في وجوب الولاء للصلاح والاصلاح و البراءة من الفساد والافساد. ومن هنا كان الولاء للمصلح و البراءة من المفسد.
فالولاء اساسا هو للمعارف الصالحة وان وجدت في شخص فاسد و التبري اساس هو من المعارف الفاسدة وان وجدت في شخص صالح، فولاء المعرفة الحسنة لا يعني دوما ولاء صاحبها و التبري من معارف سيئة لا يعني دوما التبري من صاحبها. بل ان ولاء المعرفة لا يوجب ولاء صاحبها و التبري من معرفة لا يوجب التبري من صاحبها. و الشخص الوحيد الذي ينبغي ولاؤه هو المصلح ما دام مصلحا و الشخص الوحيد الذيي ينبغي التبري منه هو المفسد ما دام مفسدا. لان الله تعالى هو المصلح و الانسان المصلح هو وليه الذي يجب توليه و الشيطان هو المفسد و الانسان المفسد هو وليه الذي يجب التبري منه.
ان المقصد كله في الاعمال هو الله تعالى، فهو المقصود الحقيقي و النفسي للولاء و النصرة، ولان الله تعالى لا يحتاج الى ذلك فالمعنى ولاء المعارف المنزل من قبله و نصرتها، وان هذا الولاء وهذه النصر ايضا ليست لحاجة الله تعالى اليها وانما لان الناس لا ىيبلغون حقيقتهم و هدايتهم الا بذلك، فهو بالتالي دفاع وولاء ونصرة لمعارفهم ولصلاحهم.ولذلك كان الايمان بنفسه اصلاحا و الكفر بنفسه افساد، واما ما يكون من المؤمن من اعتقادات او معارف باطلة فانها لا تجعله مفسدا وهكذا ما يكون من الكافر من اعتقادات او اعمال حسنة لا تجعله مصلحا. لان الغاية والمقصد هو الله و ليس ذات المعارف. وبملاحظة هذه الغاية والجهة وان المقصود هو الله فالمؤمن بايمانه مصلح و الكافر بكفر مفسد.
ان الايمان بذانه اصلاح و الكون على الايمان اصلاح و بكون الانسان مؤمن يصبح مصلحا فيجب مولاته ، والكفر بذاته افساد و الكون على الكفر افساد و بكون الانسان كافرا يصبح مفسدا فيجب التبري منه.
لكن الاصلاح في النبي والوصي هو اصلاح ذاتي يوجب الولاية الذاتية بينما الاصلاح في مطلق المؤمنين هو اصلاح معرفي يوجب ولاية معرفية . والمؤمن الولاية له واجبة دوما مهما صدر منه من فساد ولا يجوز التبري منه باي شكل، نعم يصح التبري من اعتقاداته الباطلة واعماله الطالحة واما هو فلا. ولا يشهد على المؤمن بكفر باي وجه لان هذا محال.
وان الافساد في الكافرين المعادين للنبي او الوصي هو افساد ذاتي يوجب براءة ذاتية منهم بينما الافساد في غيرهم من الكافرين فهو افساد معرفي يوجب براءة معرفية. و الكافرالبراءة منه واجبة دوما مهما صدر منه من صلاح و لا يجوز التولي له باي شكل، نعم يصح تولي اعتقادته الحقة واعماله الصالحه واما هو فلا. ولا يشهد للكافر بالايمان باي وجه لان هذا محال.