الاثنين، 16 مارس 2020

العقل والشريعة



العقل التمييزي هو آلة الرشد والادراك وهو ليس فقط يدرك الاشياء كصور وعلاقات بين الاشياء وليس فقط يمكنه ان يخترع علاقات ويحلل ويضيف ويحذف، وانما هناك صفة واضحة ومتميزة في العقل التمييزي هي احكامه الوجدانية الانسانية او الضمير الانساني وهو احكام الحسن والقبح وهي علاقات معرفية راسخة جدا وعميقة جدا في التجربة الانسانية. وكلما كانت المعرفة عميقة كانت أكثر حاكمية على غيرها وكلما كانت راسخة كانت اصدق من غيرها. ويتصور البعض ان هذه المعرفة فطرية وهي ليست كذلك بل هي مكتسبة، انما الفطري من العقل هو إدراك الاشياء والنسب وتحليلها وتركيبها، اما الحكم بحسن شيء وقبحه فهو مكتسب الا ان هذا المكتسب راسخ وعميق بمعنى ان الواقع العقلي محكوم به بمعنى ان المعرفة العقلية محكومة به بمعنى ان جميع المعارف الانسانية محكوم به ومنها الشرع، فالشرع محكوم بالحكم العقلي ورد الشرع الانسان في التفكر والدبر وفي الامر والنهي الى حسن العقل وتقبيحه ظاهر جلي يدل على ان الشريعة عقلية ولا يمكن ان تخالف العقل لان الادراك الانساني محكوم بأحكام العقل.