الضلال العلمي والضلال العملي
في الاسلام علم واعمال، وكما ان هناك انحراف عملي
هناك انحراف علمي، لماذا يصنف المسلمون بسبب انحرافاتهم العلمية ولا يصنف المسلمون
بحسب انحرافاتهم العملية، هم لا يصنفون بحسب معاصيهم ويصنفون بحسب افكارهم. هناك افكار
خاطئة كما ان هناك اعمال خاطئة. سيقال هنا امران الاول لكي يجتنب الناس الافكار
الخاطئة أي العقائد الخاطئة والثاني ان هناك عقائد مهلكة، وهذا الكلام يجري في
الاعمال فالمسلمون ينبغي ان يجتنبوا الاعمال الخاطئة وهناك ايضا اعمال مهلكة فلا
فرق. سيقال ان العمل حدث يحدث ويزول والمسلم الخاطئ يمكن ان يفعل الصواب، وفيه ان
العقائد ايضا يمكن ان تزول وتتغير وتتبدل والمسلم المقيم على فكرة خاطئة يمكن ان
يقيم على اخرى. وقد يقال وهو اهم اعتراض ان الذنوب لا تعارض اصول الدين بل هي تصدر
ممن على معارف واصول صحيحة موافقة لأصول الدين والعقائد الفاسدة يمكن ان تكون
معارضة ومخالفة لأصول الدين، وفيه ان رضا الله تعالى في الاعمال أكثر منه في
الاعتقادات وتحذير المسلم في القران والسنة من الاعمال السيئة اشد من تحذيره من
العقائد السيئة، وثانيا ان بعض الاعمال تركها ضلال كالأركان العملية من صلاة وصوم
ونحوهما، فهي تشبه في ذلك العقائد المضلة. والبدعة التي هي ضلال والتي هي في النار
والمحدثة التي في نار أكثر مصاديقها عملية وليس اعتقادية. والغريب ان اهل التفريق
يتتبعون البدع الفكرية ولا يتتبعون البدع العملية والتي هي فعلا قصدها الشرع في
مصطلح البدعة والحدث. قد يقال ان العقائد الفاسدة منها ما يبلغ الكفر وفيه انا لا
نسلم ان المسلم يمكن ان يكون كافرا فمهما كان المسلم على بدعة فهو مسلم وسواء كانت
بدعة علمية او عملية ما دام ملتزما بأصول الاسلام فهو مسلم فيكون هناك مسلم مستمسك
ومسلم مبتدع. فالصحيح انه لا يميز ولا يفرق ولا يوزع ولا يصنف المسلمون بحسب
مسميات وانما يقال مسلم مصيب ومسلم مخطئ ومسلم مطيع ومسلم عاص ومسلم مبتدع ومسلم
مستمسك ومسلم مهتدي ومسلم ضال. فهناك ضلال
علمي كمان ان هناك ضلال عملي، وهذا الضلال دون ضلال الكفر والفرقة. واي منهما لا
يخرج مسلما من الاسلام كما انه لا يصلح ان يكون اسما تمييزيا وتفريقيا.