هذا الاستعمال
الاجمالي للمعنى عند التخاطب يلاحظ فيه امر مهم وهو إدراك العرف وبقوة مفهوما
للمعنى واضحالا يختلط الا انهم كثيرا ما يستعملون المقدار الذي يوصل رسالة الجملة
و العبارة ،والقول بان المعنى يحضر كله لدى السامع في لحظة الفهم ضرب من الخيال
وانما يحضر شيء اجمالي سريع خاطف لاستلام الرسالة. فحينما نقول ( ابوك يسمعك ) و
حينما نقول ( هاتفك يسمعك ) و حينما نقول ( الله يسمعك ) هناك وحدة فهمية للسمع
واختلافات ، و حينما نقول ( ابوك يكلمك) و (هاتفك يكلمك ) و ( الله يكلمك ) فانا
نستحضر معنىاجماليا للكلام واختلافات مصداقية له، هذا الاشتراك والاختلاف متجذر
واصلي وفي الحقيقة اهمال التفصيل المصداقي اصلي في اللغة . هذه القدرة والكفاءة
العالية للتعامل مع المعنى هي من نتائج العقل البشري الذي يتعامل مع المعنى كدائرة
او نظام من العناصر الاتصافية ، وان اهمال تفصيل المعنى اساسي في التخاطب لاجل
تحقيق سرعة في الفهم، واثناء التخاطب فالفهم هو فهم لفظي. ولذلك فان السامع للجمل
يفهم السمع والكلام فهما لفظيا واما الفهم المعنوي التفصيلي فانه يتاخر. والفهم
اللفظي كفيل بتحقيق وظيفية الخطاب حيث انه يحضر صورة مجملة سريعة وظيفية لاجل
الفهم وهذا واضح وجدانا.
ان الناس حينما يتخاطبون فانهم يستعملون الفهم الاخطاري
الاشاري اللفظي للكلام وهذه كفاءة وقدرة تخاطبية للبشر وهو تطور لفهم الاشارات، فالكلام
اشارات بالاصل وليس معان ومفاهيم، ومن هنا فالحقيقة ان المعنى المفهوم هو معنى اشاري
اكثر منه مفهومي يدل على الحقيقة وانما يصار الى المفاهيم والحقائق عند التحليل و التدقيق
و ليس عند الفهم و التخاطب. والفهم الاشاري التخاطبي اللفظي للكلام ياخذ وبسرعة كبير
المقدار الوظيفي المفيد لفهم المعنى فياخذ منه الاشارة والاخطار والاحضار ليتم الفهم.
لذلك فهو يفهم من المفردات معان متقاربة ان لم تكن موحدة و انما الفهم الاضافي ياتي
بفعل الجملة. بمعنى اخر ان الفهم المقدمي للمفرادت هو فهم اخطاري اشاري وليس مفاهيمي
حقائقي وانما علاماتي احضاري لكي تربط الكلمات ويفهم النص وبفعل اطراف الكلام تتم الدلالات
النصية. ومن هنا فليس للمفردة اية سلطة على النص باي شكل من الاشكال بل هي تابع مقيد
له وانما يؤحذ من المفردة ما يفيد الافهم والرسالة لا غير.