الجمعة، 27 مارس 2020

العقل و الايمان


من الصفات المهمة للعقل انه يدرك الحقائق قبل تسميتها و اعطائها معنى أي قبل انتزاعها من الخارج، فيدركها العقل وهي في الخارج لذلك فالعقل يدرك من العلم اكثر مما يميزه الانسان انه علم، بمعنى ان العقل يدرك العلم والحقيقة العلمية قبل ان توصف بانها علم بل حتى لو لم يلتفت اليها، فالعقل لا يخضع للتواضع والاصطلاح وهذا مهم جدا و يعطي العقل مساحة من الحرية ولذلك هو دوما يسبق المتعارف و المعهود و المتوافق عليه بين المجموعة. كما ان العقل له قدرة تميزية بالرد و يدرك التناقض وعدم الانسجام والعقل لا يقر للمعارف غير المنسجمة الا بقوة قاهرة هي التوجيه  والتحيز الفكري. ان كل ما يدركه الانسان بشكل واع او غير واع،  بشكل تمييزي بالتسمية او من دون تمييز او تسمية فان العقل يدركه كما ان العقل يدرك امورا الانسان لا يلتفت اليها، ومن هنا فان  علم الانسان علما لا يعلم انه يعلمه امر حتمى. ومن هنا فحينما تكون هناك دعوى فان الانسان يشعر في عمقه – وبسبب الوعي واللاوعي- ان تلك الدعوة منسجمة او غير منسجمة مع ما يعرف. كما ان العقل احيانا كثير ما يدرك معارف علمية غير مسماة في اطرافها الا انه واثق منها فهو لا يشك في طبيعة الاطراف والعلاقة لكنه لا يعرف اسمائها، ومن هذه المعارف العميقة للعقل هو وجود الخالق للكون وصدق الرسالات و صدق الكتب السماوية، هذه كلها يدركها العقل  وبقوة الا ان الانكار يأتي بسبب توجيهات فكرية متحيزة سببها عدم الاقرار الاصطلاحي. ومن هنا يتبين الاثر العكسي التخريبي للمصطلح و العرف على العلم.