الخميس، 19 مارس 2020

الحقيقة والمجاز

مع ان بحث ما وضع له اللفظ غير مهم تخاطبيا وان العرف والناس يرتكزون على وجدانهم في الفهم ولا يلجؤون الى القواميس الا في الكلمات الغريبة، ومما يزيد الامر غرابة ان هناك فهم عرفي  وجداني للحقيقة الاستعمالية اوسع من المعنى الوضعي اللغوي، ولذلك فانا اجد انه من غير المفيد البحث التدقيقي اللغوي للمعاني وانما الرجوع الى الوجدان العام النوعي للناس في كون الاستعمال حقيقيا او مجازيا و تعريف الحقيقة بانها حالة  يرى الناس ان الكلمة استعملت في ما تعارفوه منها و المجاز هو ان الكلمة استعملت في غير ما تعارفوا على استعمالها من دون تعقيد او تدقيق .
ان ارجاع التخاطب واللغة الى مجال العرف والوجدان والابتعاد عن المرجعيات التدقيقية امر مهم ولا يقال ان هذا يضيع اللغة و النص القديم الموروث فان هذا قول باطل لان المعارف الضرورية لفهم النص الموروث من قران وسنة كلها محفوظة ومتوارثة ومبثوثة في العرف وان التعقيد قفي الفهم اكثره بسبب الابحاث التخصصية وليس بسب الفهم ولا العرف.
في مجال الاستعمال الحقيقي فان العرف يرى ان الاستعمال حقيقي ما دام هناك وجه لحضور المعنى ولو من دون تصور كامل، بل ان التصور الاجمالي للمعنى متجذر وله نفعه وفائدته، ولا مطالبة عند العرف في تفصيلية المعاني الا نادرا وفي موضع معينة. وحينما يتصل الامر بالمعرفة يحصل تدقيق غير مبرر وتنتهي غاية التوصيل والتفهيم الى تعقيد وتشويش. لا بد من ترك الناس يفهموا النصوص بحسب وجدانهم وموروثاتهم العرفية المتعارفة من دون تسلط او توجيه فهناك فعلا شيء ملموس هو تحيز وتوجيه اختصاصي للدلالة المخالفة لذوق العرف.