الثلاثاء، 17 مارس 2020

الحكمة والاحاطة بها



اننا ندرك وبقوة وبواقعية ان الحياة والعالم الذي نعيشه لا يمكن ان يفسر جميعه ماديا ولا يمكننا ان نحيط علما بجميع جوانبه بل امتناع ذلك من القطعيات بل من القطعيات ايضا ان ما نعلمه منه لا يساوي أي شيء يذكر مقارنة مع الكم الهائل من الاشياء والاحداث، وانما نحن نعلم المقدار الذي يمكننا ان نعيش فيه بواقعية ومنطقية لكن لا ينبغي ان تفهك هذا المعرفة (التسخيرية) الصغيرة الضيقة انها الحكمة  لكل ما في هذا العالم فالحكمة اوسع مما ندرك بكثير وان كان ما ندركه من الحكمة حق.
فما ندركه من الحكمة حق لكن الحكمة الكاملة نحن لا ندركها وحينما نعلم ونؤمن ان هناك جهة معرفية ممتلكة للحكمة الكاملة ومحيطة بالمصلحة الكاملة فنبغي ان نذعن لما تصف من الحكمة وعلينا وبكل قوة ان نوافق بين ما تقوله تلك المعرفة المحيطية وبين ما عندنا من معرفة لان الحكمة لا تختلف.
حينما ندرك شيئا طبيعيا فإننا نحاول ان نفسره ونعرف اسبابه واسباب الحدوث الطبيعية هي الحكمة وهي منطقية الحدوث ، وهكذا في الاعتباريات فان لها منطقية وسببية وعلينا ان نسعى لإدراكها فإنها الحكمة، و حينما نخفق في الاحاطة بها فان ذلك لا يدعو الى انكارها بل علينا ان نذعن لدلائل وجودها وحصولها كما انا نذعن لحوادث تحصل لا نعرف حكمتها.