ان اخطر ما يمكن ان يحصل للبشرية هو الادعاء
العلمي الكاذب لان العقل لا يسلّم ويذعن الا للعلم سواء علم واقعي او علم اصطلاحي. وسبب اذعان
العقل للعلم الاصطلاحي لانه يصدر من ذات الغايات المفترضة من صدق الاخبار وحب
الخير للذات و غريزة المعرفة، لكن التوجيهات الفكرية و التحيز والامراض القلبية قد
تؤثر على العلم الاصطلاحي. ودوما العقل يقارن ما يرى مع ما يعرف فان رأى قلة
انسجام شك وتردد، والشك والتردد المنطقي المبرر أي الذي له اسبابه اولى علامات سلامة
العقل وليس علامات المرض كما يصور البعض. والعقل السليم ليس لان هناك عقل غير سليم
وانما لان الانسان صاحب العقل قلل من المؤثرات التي تحجم من قدرة العقل وفاعليته و
تحرر من قيود التبعية الفكرية. فكلما كان الانسان واقعيا موضوعيا كان عقله سليما
وكان غير مذعن الا لمعارف متناسقة و كلما كان الانسان تبعيا ومتحيزا كان عقله غير
سليم وكان مذعان لاصطلاحات لا تتناسب مع الواقع العلمي. ان ادراك الفرق بين الواقع
العلمي وما يكتب و ينسب الى العلم في الكتب والاصطلاحات امر مهم جدا لتحصين المعرفة.