السبت، 28 مارس 2020

الفهم الابتدائي والفهم النهائي


ان ظاهر الآيات لا يكون حجة الا ان يكون له شاهد معرفي ومصدق وهذا ما قصدناه بالتفسير المعرفي. فكل فهم ظاهري سواء كان لغويا وجدانيا عاما ام اصطلاحيا خاصا مستحدثا في الشرع والوحي فانه لا بد يكون له شاهد ومصدق من المعارف الثابتة المستفادة من القران والسنة للعمل به واعتماد. ومن هنا فكل فهم نفهمه ابتداء من الآيات نعرضه على القران والسنة اي المعارفة الثابتة المعلومة الراسخة في النفوس من القران والسنة، فان وافقها وكان له شاهد منها اخذ به والا حمل على معنى الثوابت وهو المحكم وهذا هو الفهم النهائي لان الفهم الابتدائي ظن، والظن لا يصح العمل به، وليكون علما لا بد ان يكون له شاهد ومصدق من المعارف الثابتة المتفق عليها من القران والسنة. وإننا نقطع ان المعارف الثابتة القطعية فهما تحقق على حياة رسول الله صلى الله عليه واله بل في بدايات حياته لذلك احتج القران بعدم الاختلاف ونفى الاختلاف ومنع الاختلاف وامر بالرد الى القران و السنة صريحا و شرع النبي صلى الله عليه واله العرض على الثوابت و الرد اليها بحديث العرض.
ان الاخذ بالظاهر من دون مراعاة المعارف فهم ظني، ولا يكون علما وشرعا الا بإحراز موافقته للمعارف الثابتة المعلومة من القران والسنة فيصبح فهما علميا. التمييز بين الفهم الظني والفهم العلمي ضروري جدا في بناء المعرفة.