الثلاثاء، 17 مارس 2020

الهوى والمبدأ الاخلاقي



ان الفرق بين الهوى والمبدأ واضح جدا عند العقلاء وكل منهما قد يتعلق بشيء جسدي او بشيء روحي.  فهناك مبدأ اخلاقي متعلق برغبات الجسد وهناك خلق متعلق برغبات الروح. وهناك هوى متعلق برغبات الجسد وهناك هوى متعلق برغبات الروح، حينما يكون طلب الرغبة وتحقيقها وفق مبادئ العقلاء في العدل والانصاف فإنها تكون حسنة وتكون خلقا حميدا والا كانت سيئة وكانت هوى. ان الرغبة واللذة والغريزة امور انسانية وحاجات اساسية الا انها بالنظر الى ما علاقة الانسان بغيره تكتسب معنى اخلاقي، فتكون في حالات اخلاقية وحسنة وفي اخرى لا اخلاقية ولا حسنة. ولا يمكن لإنسان ان ينظر الى الاشياء من جهته هو او من حيث انه يعيش وحده او ان غيره مهمل، ليس فقط الاخر الانسان بل كلا حي بل كل شيء بما في ذلك الجمادات فكل اشياء لها حق في الوجود الا ان التسخير حاكم على علاقاتنا بها.  ان الاصل في الغرائز والرغبات والحاجات الانسانية انها اخلاقية وحسنة الا إذا جاء عامل خارجي علاقاتي يجعلها غير اخلاقية وغير حسنة، أي صفة تتعلق في تحقيقها وتحققها، كصفات الاعتداء على الغير او عدم مراعاة الغير.