الخميس، 19 مارس 2020

فهم الصفات الالهية في النص



حينما نقول ابوك يسمع و نقول الله يسمع فان المتلقي يفهم وبسرعة كلمة يسمع ومعناها و يحضره ، لكنه لا يحضرها تفصيلا ومفهوميا وحقائقيا وانما اشاريا و علاماتيا لاجل تلقي الرسالة. ان غاية الكلام ليس معرفة المفهيم والحقائق بل تلقي الرسالة أي لكي تعرف ما يريد المتكلم ان يقول واما معرفة حقيقة مفهوم ما قال فهذا امر اخر. وما يحضر في ذهن المتلقي عند الكلام من (ابوك يسمعك) و (الله يسمعك) هو معنى واحد الا انه سمع اشاري علاماتي لا علاقة له لا بالطبيعة ولا بالمفهوم ولا بالحقيقة ، و بالطرف الاخر يعطي صبغة اكبر فسمع ابيك يختلف عن سمع الله الا ان جوهر السمع و معناه الاخطاري الاشاري حاضر، ويكفي فيه تحقق غايات السمع من دون تفاصيل وهذا هو حقيقة الفهم الاخطاري اللفظي الاشاري أي حضور مقدار صغير جدا من المعنى ظاهر وواسع و شامل جدا لكل مصداق ولكل موصوف لتفهم الرسالة فغاية الفهم ان ابوك يسمعك وان الله يسمعك و اما تفاصيل أي شيء اخر فلا يحضر ولا يخطر بالبال وانما ذلك عند التدقيق ما هي حقيقة السمع وتفصيله ومعناه، وحينما يكون المعنى غير معقول فانه لا يفهم منه الا ذلك المعنى الاشاري الاخطاري وهو معنى حقيقي وليس مجازا.