ان الاصل الاخلاقي عموما للشريعة واضح وبين لكن في الحقيقة يمكن ملاحظة كون ان الاحكام الشرعية ترجع الى اصول اخلاقية بل هي في الواقع متفرعة منها. والضمير الانساني راسخ في الوجدان ولا يمكن انكاره ودفعه. وان للعقل ببعده الاخلاقي قدرة عظيمة على رد الاشياء فرديها و علائقيها ( حكميها ) الى اصل اخلاقي. ومن هنا يمكن القول ان جميع المعارف البشرية العامة و الخاصة ومنها الشرعية يمكن ان ترجع الى اصوةل اخلاقية وانها مصاديق لكليات عقلية اخلاقية. وهذا مهم جدا في اثبات الاصول الشرعية والتفرع منها.
فالاصول الشرعية النصية تتفرع من معارف اخلاقية عميقةوتلك الاصول يتفرع منها معارف شرعية مستنبطة. تلك الكليات الاخلاقية يمكن ان نسميها الاصول الكلية للشريعة. اذن هناك اصول اصلية في الشريعة هي النصوص من ايات وروايات و اصول فرعية وهي ما تفرع من تلك الاصول الاصلية وهناك اصول كلية عقلية اخلاقية عليا للشريعة هي الاصول العميقة الخلفية للشريعة ويمكن ان نمسيمها معارف ما وراء الشريعة.