الثلاثاء، 17 مارس 2020

واقعية الايمان

ان الله يريد من المؤمن ان يمثل نموذج الحكمة. لذلك جعل شريعته قائمة على الحكمة والفطرة. فكل حسن عند العقلاء حسنه الشرع وكل قبيح عند العقلاء قبحه الشرع. فينبغي للمؤمن ان يظهر بأعلى درجات الواقعية لكيلا
يبدو منفصلا عن الحياة وعن الواقع. ان ظهور المؤمن بصورة الشخص اللاواقعي يضر به وبالدين. وحينما يجمع العقلاء على أمر منطقي عقلائي واقعي لا ينبغي للمؤمن بحجة الايمان والتسليم ان يظهر بصورة الشخص اللاواقعي. ويعارض منطق العقلاء.
على المؤمن ان يحترم منطق العقلاء. حقيقة الايمان هو أن تكون واقعيا عقلانيا لا ان تكون منفصلا عن الواقع.
حينما يتفق العقلاء على ضرر سلوك معين فعلى المؤمن ان يكون أول المتجنبين لذلك السلوك لا انه يظهر بصورة المدافع عن سلوك ضرره بين واضح عند كل عاقل. نعم على المؤمن ان يكون نموذجا للعقلاء والواقعيين وان يكون الواقعي الأول والعقلاني الأول. ولو بقي على الأرض واقعي واحد أو عقلاني واحد فنبغي ان يكون هو المؤمن. هكذا المؤمن ينصر الله ورسوله ودينه وليس بالانفصال عن الواقع بصورة تمكن الاخر من الطعن به وبأفكاره وبدينه. ان اجتناب الضرر أولوية شرعية عقلانية واضحة لا يصح المناقشة فيها.