الأربعاء، 25 مارس 2020

المعارف الشرعية المحورية الجوهرية والمعارف المظهرية الطرفية

المعرفة في نفسها مجموعة عناصر معرفية مستفادة من معان مكتسبة، وان المعارف تتكتل بشكل دائري حول المعنى المركزي للحقيقة و المعنى المركز هو الجوهر المقوم لوجود المعرفة و الذي يتصور باقل قدر من العناصر المعرفية و الذي بانتفائه ينتفي المعنى او يتغير، وحول هذا المحور الجوهري توجد دوائر اكبر تتسع بسعة علاقات المعنى حتى تصل الى درجات كبيرة هذه الدوائر الطرفية تعطي المظهر للمعنى أي للحقيقة المعرفية. هذا البيان يجري بالضبط في كل كيان معرفي متشكل ومتمظهر وله نسيج واجد متناسق ومتوافق كما هو الشرع. فالشريعة فيها دائرة جوهرية هي محور الدين ومعارفه الاساسية الجوهرية و حول تلك المعارف معارف شرعية تمظهرية يتمظهر بها الدين.
المتدينون يتحدون في تلك المعارف الجوهرية ويتفاوتون في الدوائر الطرفية الا انهم ينبغي الا يتعاكسوا لان التعاكس هنا مخالف لوحدة النظام، فالمعارف الشرعية كلها متوافقة الا انها قد تتلون وتتمايز الا ان تلونها و تمايزها لا يكون باختلافات عكسية، اذن فالجائز من التلون الطرفي يجوز ان يكون بالشدة والضعف وليس بالتعاكس ومن هنا يتبين ما ينبغي وما لا ينبغي من المعارف الشرعية كما انه يعرف حجم التباعد الطرفي للمعارف بسهولة أي معرفة ابتعاد المعرفة المدعاة من الحقيقة. ان الحقيقة الشرعية لا تقبل الاختلاف وتقبل التلون والتكتل لكن من دون اختلاف والاختلاف هو تعاكس في اتجاه المعرفة حيث ان للمعاني اتجاهات معروفة من حيث النفي والثبات والتضاد والتناقض والتعارض ونحو ذلك.