دوما الانسان يلاحظ فيه نفسه وفي وعيه النوعي مقدار ادراكه وتمييزه للأمور
ومقدار عمله والتزامه بهذا التمييز، ومن الواضح ان العرف يسمي قوة التمييز والادراك
بالعقل وقوة العمل به بالحكمة والرشد، وفي الشرع احيانا يطلق على الرشد في الخير بانها
العقل، وهو ايضا يلحظ في العرف وان اهم مظاهرها العلم. لذلك فللعقل وجهان او عملان
او تشكلان او تجسمان او تجليان الاول هو العقل المميز العلمي والثاني هو العقل الرشيد
العملي أي العامل بالعلم.
ويمكن الجمع بين التجليين او الوجهين من انهما رشد، الا ان الاول رشد تمييزي
والاخر رشد كمالي، وكمالي هنا ليس بمعنى زائد وانما كمال واجب فكلما قوي الرشد
الاساسي للإنسان افترض به ان يقوى رشده الكمالي، وكلما كان الرشد الكمالي أكبر كان
دالا على رشده الاساسي. وأحيانا يكون عند الانسان رشد اساسي كبير الا ان رشده الكمالي
صغير نسبيا.