ادراك
البعد الاخلاقي للوجود مهم وهو وجداني وفطري وان لم يتحدث عنه بشكل صريح وواضح في
الكتابات، وهو ان هذا الكون لا يقبل بشكل دائم الا حالة الوجود الاخلاقي بمستوى
معين لذلك حينما تختل الاخلاق يكون هناك تدخل لاجل التصحيح والرجوع الى المستوى
المقبول وبهذا يمكن تفسير ارسال الرسالات السماوية، و البعد الاخلاقي يلحظ فيه
امران الاول انها قصد للاحكام أي للعلاقات وليس لافراد انما الافراد موضوعات
ومتعلقات والقيمة الاخلاقية هي للعلاقات ، و كما ان الوجود يسعى نحو علاقات ذات
بعد اخلاقي ايجابي فان تلك العلاقات تسعى نحو وجود اقوى واكبر والحال بالعكس
بالنسبة للعلاقات ذات القيمة الاخلاقية السلبية فان الوجود يسعى الى اقل مقدار
منها فغايتها الوجودية اقل مقدار من الوجود و الظهور، ومن المهم هنا ادراك العلاقات
بانها ذوات وحقائق. كما انه يمكن فهم فعل الخير وقوى الخير بانها عوامل لظهور اقوى
للعلاقات الاخلاقية وان فعل الشر و قوى الشر بانها عوامل لظهور العلاقات
الاخلاقية. هذا الفهم الاخلاقي للشر والخير مهم جدا في المعرفة. ومن هنا يعلم ان كل ما في الوجود محكم وواضح حتى
العناصر اللاأخلاقية و القوى الشريرة ، فان وجودها ليس نفسي بل غيري للاختبار، وان
غاية الوجود . ويمكن وصف حالة الوجود ان للكون او الطبيعة عقلا اخلاقيا يسعى الى
اقل مقدار من الشر و ان هناك قوى غريبة لا عقلانية تسعى الى اظهار الشر في الكون.
فاللاعقلانية و اللاأخلاقية هي قوى الشر وهي التي تعارض غايات الوجود و سعيه نحو
التكامل الاخلاقي. فالموجودات بما هي كلي في الكون والعالم و الطبيعة تسعى نحو
تكامل اخلاقي وهو التكامل العقلي بما في
ذلك الشر وعناصره فانها تسعى في تكامل مع الوجود نحو اقل مقدار من الظهور لكن قوى
لا عقلانية شيطانية تسعى الى ظهور عناصر لاأخلاقية
من خلال ارتكاب بشري لها وهو طريقها الوحيد من هنا يعلم امران الاول ان المظاهر اللاأخلاقية
هي بفعل البشر و ثانيا انها بدفع من قوى شيطانية و هذا كله خلاف غاية الكون نحو
وجود اخلاقي متكامل. والحكمة في ذلك
الدافع اللاعقلاني الغريب الشيطاني هو لاجل الامتحان و الاختبار. وبهذا يكون
الوجود كله محكم وتشابه وجود الشيطان ينحل الى الاحكام بوضوح حكمة وجوده
الاختبارية الامتحانية.
العنصر
اللاأخلاقي هو الشر الحقيقي اما ما يصيب الانسان بفعل العقوبة الاخلاقية و بسبب ما
يحصل من امور طبيعية فانها ليست شرا بل هي فرص للعمل الاخلاقي.