ومن هنا كلما ابتعد الكلام عن الخصوصيات
المفاهيمية والحقائقية كان اكثر خلودا ودوما من حيث كونه نص خطاب. فالنصوص نوعان
نص عام تخاطبي يعتمد المعاني الوجدانية الشائعة ونص خاص نحليلي يعنمد المعاني الاصطلاحية
الخاصة، والنص العام الوجداني يكون صالحا لكل مكان وزمان لان الوجدان شائع و ثابت
بشكل لا يتاثر النص بالزمان والمكان الذي يعتمد معانية، واما النص الخاص الاصطلاحي
فانه لا يصلح الا لاهل الاصطلاح وهو متغير و ضيق لذلك فنصه يتاثر بالزمان والمكان.
والذي حصل في الشريعة ان النص العام الوجداني من قران وسنة جعل موضوعا للنص الاصطلاحي
الخاص ، وجعل فهم الناص العام معتمدا على الخاص، فتحول النص العام الى خاصا، وهذه
النتيجة الخطيرة فيها بعدان الاول ان هذا الانقلاب هو اعتباري افتراضي ولي حقيقي
واقعي فان للانسان المتحرر من الاصطلاح الوصول الى معاني النص الشرعي الوجدانية و
البعد الثاني ان هذا العمل لم يكن صحيا وكان الواجب اعتماد ما اعتمد النص العام من
معان عامة دونماللجوء الى مصطلحات ومعان خاصة احتاجت الى دراسة وعلم وتخصيص أي اخرجت
من الوجدان الى الاصطلاح. ان اخراج النص الشرعي من العامية الشعبية الوجدانية الى
الخاصية الاختصاصية الاصطلاحية عمل ينبغي تصحيحه، وذلك بترك وتجنب كل ما ليس له
معنى وجداني و التعبير دوما عن علوم النص الشرعي بلغة وجدانية غير اصطلاحية.