الاثنين، 16 مارس 2020

الوفاء والتقصير




ان من الواضح جدا عند العقلاء ان القيمة الادائية هي امر نسبي وليس كلي، بمعنى انه ليس المطالبة تكون واحدة بالنسبة للجميع وانما المطالبة والمسؤولة تختلف من شخص الى اخر بحسب ما يمتلك من امكانية. بمعنى ان العرف يلاحظ الامكانية مع الاداء، فكلما كان الانسان أكثر امكانية واستعدادا وقدرة كان مطالبا بأداء وانجاز أكبر. وفي جهة الخير فان القدرة على الخير تكون بالقدرة على تمييزه والانجاز هو مقدار الاعمال الخيرة.  وهناك جانب اخر يلحظ الا انه متداخل في ذلك وهو قيمة الاستعداد فان للاستعداد ومقداره ايضا قيمة بنظر العرف الا انها ترجع في النهاية الى الانجاز مقارنة بالاستعداد ومن الانجاز تحصيل الاستعداد الاكبر.
ومن هنا فليبس الجميع لهم نفس القدرة من الانجاز المطلوب والاداء المنتظر منهم بل هو نسبي وكل بحسب امكاناته. ولذلك فالإنجاز حقيقة شيء نسبي والاداء كذلك. كما ان العمل على امتلاك الاستعداد هو ايضا داخل في الانجاز. لذلك لا يكتفى في تحديد الوفاء للإنسان من خلال النسبة الواقعية للإنجاز بل ايضا ينظر الى فرص الاستعداد التي لم يبلغها فإنها تدخل في التقصير.