الأحد، 15 مارس 2020

الوصي والمعارف القرآنية والسنية



النبي صلى الله عليه واله في حياته كان يقوم بوظيفتين تعليميتين التبليغ والتصحيح، فالأولى تبليغ الوحي والثانية تصحيح معارف المؤمنين والتصحيح هو تبليغ بشكل اخر. الوصي صلوات الله عليه وظيفته كمعلم منحصرة في التصحيح أي تصحيح معارف المؤمنين وليس من خصائصه تبليغ الوحي فان هذا من مختصات النبوة وانما الوصي يبلغ عن النبي. وواجب التصحيح هذا لا يسقط على كل حال عن الوصي، فحال حضوره يكون بالرجوع اليه او الى من لقيه، واما في حال غيبته كما في عصرنا فان واجب التصحيح لا يسقط ايضا ويكون عليه التصحيح في كل حالة خطر باندثار السنة فيعمل بتأييد من الله وبعمل لا يحاط به في احياء السنة بان يكون هناك مؤمنون عاملون بها.
ان عوامل الابتعاد عن القران والسنة حتى من قبل العلماء متعددة لكن اهمها اعتماد الظن ومجانبة الطريقة المستقيمة العقلائية في اثبات المعارف بإثبات الادلة وفهمها حتى تزداد دائرة الابتعاد وينحصر المتمسكون بالقران والسنة في مجموعة صغيرة. والتمسك بالقران والسنة ليس تمييزيا بمعنى ليس بالضرورة ان يكون الالتزام كله في جماعة لها اسم مميز كما يدعي البعض انه هو الممثل للإسلام وغيره غير ممثل، وانما يمكن بل هو الواقع ان المعارف الحقة للقران والسنة منبثة بين المسلمين وكل منهم اخذ بطرف ولا سبيل الى تصور متكامل عنها الا بصورة من بعد للمسلمين فتجد عند كل جماعة قبس من نور يزداد وينقص والحكم في ذلك هو القران والسنة. ولا يعني هذا الحاجة الى الجماعات لأجل تحصيل معارف القران والسنة وانما لبيان ان التمسك بهما ليس مختصا بجماعة والوصي هو الناصح للجميع وليس ناصحا لفئة معينة.
فيكفي في اداء واجب التصحيح من قبل الوصي صلوات الله عليه هو ان يكون هناك مجموعة من المسلمين يعرفون بعملهم بعمل معين هو في حقيقته السنة وان خالف المشهور بل وان شنع عليه المشهور، فان المخالفة والاستنكار والتشنيع قد يكون لها اسباب ومقدمات خاطئة تتسبب في عدم اصابة حقيقة القران والسنة. ولماذا يخالف البعض ولماذا يشتهر ما هو خلاف الحق؟ هذا يعود لأسباب متعددة اكثرها ليس نابعا من سوء النية بل اكثرها نابع من حسن النية، لكن العمل بالظن وتقليد المتقدمين هي اهم الاسباب.
وان من اكثر ما يثير العجب قول من لا ينفك من جهل  انه لا حاجة له الى وصي يعلم العلم كله وقول من لا ينفك من شبهة انه لا حاجة له الى وصي لا شبهة عنده .