الثلاثاء، 10 مارس 2020

المعنى التعليمي و المعنى التاثيري

التاثير و التعليم اساسي في النص الشرعي من ايات و احاديث، و بينما نجد التاثير ظاهر في الايات فانا نجد التعليم هو الظاهر في الروايات، وان علو الكلام و شرافته ان يكون جامعا بين التاثير والتعليم. و لما كان القران في الغالب متوجها الى الكافرين كان العامل التاثيري اكبر بينما السنة كانت غالبا متوجهة الى المؤمنين فكان عامل التعليم اكبر.
وكلا البعدين التاثيري و التعليمي يعتمد على احجام خاصة من المعنى فالتاثير يراعي الفروق الاتصافية للمعنى بينما التعليمي يراعي الفروق الاتصافية للاشياء المقصودة بالمعاني، لان التاثير مجاله المعنى الذهني بينما التعليم مجاله التحقق الخارجي، و لحقيقة ان الاختلافات المعنوية الكثيرة والا محدودة احيانا تنطبق و تتحقق في مصاديق ومحققات خارجية محدودة بل ومحدودة جدا حصل فرق بين المقصود التاثيري و المقصود التعليمي.
كما ان النص الشرعي من قران وسنة متوجه الى جميع الناس بمستويات معرفية  مختلفة باللغة فكانت الافادة  المعنوي التعليمية اصغر من  الافادة المعنوية التاثيرية. بمعنى انه اذا احتوى النص على بعد تعليمي و بعد تاثيري فان المعنى المتصور في جهة التعليم اصغر من حيث الحجم المعنوي - اي اجزاء و شروط و علاقات - من المعنى المتصور في جهة التاثير، حتى انه ربما يكتفى في التعليم بمعنى المادة التي اشتق منه اللفظ ومعناه بينما المعنى التاثيري يبلغ اقصى درجات الدلالة التي تضيفها الهيئة التي ظهرت فيها المادة.
ومعنى هذا الكلام ان القصد التعليمي من النص غالبا ما يكتفى فيه باقل مقدار من المعنى المفهوم من الصيغة، بينما القصد التاثيري يقصد اكمل اوجه التعبير بالصيغة الموجودة، و لذلك بينما تجد الناس يختلفون في حجم الدلالة التاثيرية التعبيرية لصيغة معينة حتى ان احدهما يبينها في سطر فان اخر قد يبينها في صفحات، الا انهم لا يتفاوتون في دلالتها التعلميمية وتكون موحدة غالبا ولا يحصل اختلاف الا بالخلط بين القصدين التاثيري و التعلمي.
وهذه الجهة كانت احد اسباب التفاوت بالفهم بين العلماء بالخلط بين البعدين و التقليل من حجم المعنى التاثيري بجره الى مجال التعليم او بزيادة حجم المعنى التعليمي بجره الى مجال التاثير. لكن الظاهر للوجدان وعرف العقلاء واهل اللغة ان المعنى التعليمي من النصوص موحد غالبا ولا اختلاف فيه بحسب اصول الفهم العرفية والوجدانية و ان كانوا يعلمون انهم يتفاوتون في المعنى التاثيري. فالناس ملتفتون الى ذلك جدا و يميزون بين المعنى التعليمي و المعنى التاثيري للكلام نفسه.