الثلاثاء، 10 مارس 2020

حقيقة المعنى وجوهره

المعاني تنتزع من الاشياء والمعنى دوما مستوعب لمصاديقه وان اختلفت صفاتها الشخصية الخاصة وهذا هو عنصر كليته. فالمعنى دوما كلي مستوعب لمصاديقه من خلال الطبيعة التي هي مشترك بين الافراد.
والمعاني في الذهن مركبة و بشكل دائرة، فهي ليست بسيطة و ليست نقطية و انما هي مركبة من عناصر ذهنية و بشكل دوائر، هذه الدوائر تتداخل فيما بينها ، لكن دوما هناك منطقة من المعنى لا تشترك مع اي معنى فيتفرد بها المعنى وهي خصوصيةته ووجدانيته و جوهره الذي يمثل امام الذهن بشكل اجمالي في كل احوال استعمال اللفظ، فمهما اختلفت الاحوال و الاستعمالات و التصورات و لحظت الاشتراكات فهذا الجوهر هو محفوظ وهو لا يحقق كمال المعنى ولا احاط به و لا يمثل حقيقته و انما يمثل تصورا اجماليا له حضوره في النفس و الذهن والوجدان.
فاذن لدينا حقيقة المعنى و تمامه و جوهر المعنى واخطاره، والاصل في الكمال هو استعمال و حضور و تصور تمام المعنى و كامل حقيقته وهذا في الاشياء المحاط يها بشكل يمكن من ذلك ، و اما اذا استعمال المعنى في شيء غير محاط به و ليس هناك ادراك بالذات و اواصافها فانه يكتفى حينها بجوهر المعنى، طبعا مع تصور متعلقاته و درجاته فهذا لا يتاثر بعدم الاحاطة بصاحب المعنى و حقيقته فيه، فلو وصفت ذات غير محاط بها و لا تدرك كذات الله تعالى بالرحمة الواسعة بالناس، فانه يتصور الناس بشكل تام و يتصور السعة ايضا الا ان حقيقة رحمته تعالى و تمام حقيقتها لا يدرك ولا يوصف بل يدرك منها جوهرها العميق في النفس الراسخ و هذا هو الذي يخطر بالبال و يتصور في الذهن. فهذه الصفات على حقيقتها الا ان تمام معانيها و حقيقتها غير مدركة في حقه تعالى لان الله تعالى لا يحاط به و لا يدرك. وكذلك صفاته لا يحاط بها و لا تدرك معانيها، فالاسم معلوم و الجوهر خاطر و الاطراف معلومة لكن حقيقة المعنى غير معلوم.