الأحد، 15 مارس 2020

التجرد والتحيز




 احيان يحصل وبعوامل مختلفة ومعروفة ان الفهم يتأثر بتحيز فكري واحكام مسبقة وانتماءات مدرسية وهذا يطرح عادة بشكل قرينة معرفية تخاطبية وانه ما يقتضيه الفقه والمعرفة الحقة من خلال الظن المعرفي؛ هذا الظن المعرفي الذي هو آفة المعرفة وسبب خرابها. ان الفهم المستقيم لا يعتمد الا على المعارف التخاطبية والتخاطبية امر واضح جدا من حيث المرجعية والقرائن ومعارفها موحد وراسخة عند اهل التخاطب في خصوص النظام المعني. فالمتشرع في الشرع لديهم اسس تخاطبية اساسية موحدة هي المعارف الجوهرية والاساسية والتي يعرض عليها غيرها، اما غير ذلك من مرجعيات فكرية او معرفية او ظنون معرفية فإنها ليس قرائن معرفية واي فهم من هذا النوع هو ليس فهما مستقيما بل هو فهم متحيز.
والفهم المستقيم الوجداني العرفي التخاطبي هو الذي ينبغي ان يقصد بالتجرد واما الاعتماد على الاساس اللغوي للكلام والنظر اليه ككتلة كلامية من دون النظر الى عالمه التخاطبي فانه يؤدي الى توهم وظن معرفي وهو باطل. فالفهم المستقيم المتجرد هو الذي يفهم الكلام تخاطبيا، لا يتحيز فيه فكريا ولا يغرق فيه لغويا فكلاهما يؤدي الى خطأ.