ينبغي الانجذاب نحو الاشخاص انجذابا معرفيا و النفرة منهم نفرة معرفية فلا يتدخل في ذلك اي اعتبار اخر والا كان تعصبا حتى لو كان باسم الدين، الدين لا يصحح الا الولاء المعرفي و البراء المعرفي، كما ان ذلك الولاء والانجذاب ينبغي ان يكون للمعارف ذاتها دون ملاحظة صاحبها و كذلك البراءة من المعارف والنفرة منها ينبغي ان يكون لها دون النظر الى صاحبها. لحقيقة بسيطة ان الانسان كائن مختار قابل لتحمل الامور المختلفة معرفيا و سلوكيا فتجد نفسه الشخص لديه اعتقادات سليمة و اعتقادات فاسدة و تجده يعمل اعمالا صالحة و اعمالا طالحة، لذلك فالولاء و البراءة تكون للمعارف السليمة الحقة و الاعمال الصالحة الخيرة اينما كانت و البراءة و النفرة من الاعتقادات الفاسدة و الاعمال الباطلة اينما كانت. والولاء لمعرفة لدى الانسان لا يعني بالضرورة الولاء المطلق له كما ان البراءة من معرفة لدى انسان لا يعني البراء المطلق منه. كما ان انكار عقيدة لدى انسان لا ينبغي ان يكون انكارا له و ذم عمل لدى انسان لا ينبغي ان يكون ذما له. وما يظهر من النص الشرعي من توجيه ذلك الى الاشخاص انما هو بشكل تبعي و ثانوي و المقصود ذات المعارف و الاعمال و ليس اصحابها بالاساس ، كما ان من كان في ذلك الزمن كانوا اشخاصا يمنعون باعمالهم نشر الحسن و يعملون على نشر السيء فهو مفسدون،