الثلاثاء، 10 مارس 2020

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر


ان الدين  يحب كل حسن و يكره كل قبيح لذلك كان الامر بالمعروف وهو الحسن عقلا اي عقلائيا واجبا و النهي عن المنكر وهو القبيح عقلا واجبا في الدين ايضا.
ان الامر بالمعروف هو في حقيقته ولاء للعدل والاحسان والمعروف و المحبة والاصلاح ومحاسن الاخلاق والعمل على نشره في الارض و النهي عن المنكر هو نهي براءة من الظلم والاساءة والمنكر و البغضاء و الفساد و الفحشاء والعمل على اخلاء الارض من ذلك . وهذا من المقاصد الدينية الثابتة، و كل تحرك ينبغي ان يكون المقصد منه ذلك وليس لذات الذوات قيمة في انفسها من هذه الجهة بقدر ما تمثل حالة تمنع نشر ما هو حسن عقلائيا و تمنع اخلاء ما هو شيء عقلائيا.فالذوات و الانفس خيرة وشريرة من هذه الجهة و بهذا الاعتبار اي ليست بنفسها بل لاجل معارفها.  اذن فالمقصد من الولاء والبراءة ليس ذات الذوات بل المعارف، فالولاء للمعارف الحسنة و البراءة من المعارف السيئة، وتلك المقاصد في نفسها تمنع البراءة من الانسان ما دام هناك طريق اخر غير البراءة في تحقيق المعارف الحسنة.  فلا يجب البراءة الا ممن ينشر المعارف السيئة، و اما غير ذلك ممن له اعتقادات فاسدة او اعمال باطلة فلا تجب البراءة منه  بل الواجب حب الخير والصلاح له وبيان بطلان اعتقاداته وفسادها بالعلم و الحث على اجتناب اعماله الباطلة من باب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر.