وظيفة المؤلف الديني هو ان يقربوا الدليل من ايات وروايات الى المسلم العادي ليطلع عليها و ليس ليسمع رايه وقوله و تفسيره لها، هذا كله لا حجية فيه انما الحجية في فهم المكلف نفسه هو و معرفته هو. وان الفجوة التي حصلت بين المسلم و الدليل الشرعي هو بسبب التخصصية المقحمة والا فان الواجب و المفترض ان المسلم يلازم الادلة و يعرف دينه من الادلة و الاعذار و الحجج التي قيلت و تقال لا اساس لها لا شرعا و عرفا و لا منطقيا ولا عقلائيا ولا وجدانيا.
على كل انسان ان يعمل على تيسير المعارف اي تيسير الوصول اليها و لا باس ان يقوم بذلك جماعة و ليس واحد فياتون الى الادلة اي الايات والروايات و يوزعونها حسب المواضيع ، و يبدأون اولا بالتلخيصات و المختصرات وثم بالمجاميع المتوسطة ثم بالمجاميع الكبيرة. اي يبدؤون اولا بجمع ما هو ضروري للاعتقاد و العمل ثم يتوسعون بما هو مستحب و حسن وان لم يجب ثم يتوسعون الى الجوامع الموسوعية.
وكذلك من فرغ نفسه للعلم الديني والتاليف فان اهم ما يفعله هو تاليف كتب تجمع الادلة بحسب المواضيع و باحجام متفاوتة وان يكون هذا العمل هو العمل الوحيد الذي يضطلع به المؤلف الديني.
اما فيما يجمع من الايات فواضح فالقران كله قطعي، و اما من الاحاديث فكل حديث لا يخالف القران يصح العمل به و كلما كان له شاهد ومصدق قوية علميته، و اما الامور الاخرى من سند و نحوه فليس له دخل في ذلك وهذا من اثار الاختصاصية في الدين.
و اما الفهم للايات والروايات فهو بالفهم التخاطبي والذي يعني ان الاصل هو الدلالة اللغوية الا اذا كانت هناك دلالة معرفية مانعة، فتكون الدلالة المعرفية الثابتة هي المحكم و التي تحتاج الى توجيه متشابه، والمتشابه لا يعمل بظاهره.و انما يعمل بتوجييه الدلالي وهو المحكم تبعياو هذا الاخير يكون في المطولات واما المختصرات فانه يكتفي على المحكم الاصلي.
ومن هنا فالخطوات العملية للتاليف النافع في الدين هو ترتيب الايات المحكمة على المواضيع والمسائل الضرورية ثم ترتيب الروايات المحكمة على المواضيع والمسائل الضرورية.
ثم ترتيب محكم الايات و الروايات على المواضيع والمسائل الموسعة.
ثم جمع الايات والروايات المحكمة بالاصل او المحكمة بالتبع في جوامع موضوعية موسوعية.
وستكون هناك مسائل لم يرد فيها نص بالخصوص فهذه تعرف من النصوص العامة ومن خلال الاطلاع على الادلة سيعرف المسلم ان هناك قوانين عامة حاكمة على جميع المسائل ، و حينما يشكل الامر وهو نادر فان على المسلم الاحتياط ان امكن والا اختار وهو معذور حتى يعلم . و اذا ادرك المسلم انه قد جميع ما هو مفترض وكاف بحسب معرفته في موضوع فله ان يعمل به اعتقادا وعملا من دون غضاضة واذا تبين له ان هناك شيئا جديدا او تعديلا فانه يعتد بما عمل و يعمل بما عرف حديثا . وهذا كله من القطعيات بحسب اصول القران و السنة و ربما كل مسلم يعرفها.
ودوما وابدا على المسلم في كل اعتقاد وعمل ان تكون معارفه التفصيلية و الفرعية في الاعتقادات و الاعمال موافقة لما هو ثابت ومعروف ومعلوم من الدين ولا يجوز العقل ولا الشرع ولا المنطق ولالوجدان ولا العرف ان يكون المسلم على اعتقاد او عمل يخالف الثوابت.
والافراط في تخويف المسلم وترهيبيه من اطلاعه على الايات والروايات والعمل بها ينبغي ان يرفع وينبغي ان يتحرر المسلم من ذلك وعلى العلماء مساعدة المسلم البسيط في ان يعرف كل صغيرة وكبيرة من الادلة و ليس من فهم العلماء.
ان العمل الاعظم للعلماء هو تعليم الناس الدين من الادلة و ليس تعليمهم فهمهم. وهذا قطعي و منطقي وله شواهده الشرعية والعرفية والعقلائية والوجدانية.