الدين علم وليس ظنا ولا تخمينا ولا تقاليدا لا علمية فيه وهذا من نعم الله علينا، والدين ليس اختصاصا يختص به البعض دون البعض،ويختص فهمه ببعض دون بعض بل الدين وادلته وفهمه لكل احد وهذا من نعم الله علينا. فالدليل الشرعي من قران وسنة هو خطاب موجه لكل انسان ليس المؤمن فقط بل الكافر ايضا، و تخصيصه ببعض دون البعض ابطال لحجيته على المؤمن و الكافر، والقول بان فهم الدليل مختص ببعض الناس ابطال لحجية الدليل الشرعي. وهذا كله لا اساس له بل الدليل الشرعي خطاب موجه لكل انسان بمجرد ان يعرف اللغة وقواعد التعبير، وكل ما يتعلق بذلك من علم من الناسخ والمنسوخ و التقييد او التخصيص او المحكم و المتشابه فانه يعرف بوجدان اللغة و الخطاب و لا يحتاج الى مختص، ما يحتاجه الناس فعلا هو المعرفة باساليب التعبير لا غير و الاطلاع على الادلة، و لقد بذل العلماء الجهد الكبير في توزيع الادلة على المواضيع وهذا عمل مهم ولكن الاسهاب و التقصيل الاني الذي اذهب ثمرة التوزيع ووضع شروط مقدمية للفهم جعل الثمرة مفقودة للعامة ، و الصحيح هو البناء التطوري للمعرفة بالابتداء بالضروري و الاساسي ثم التفصيل شيئا فشيئا على شكل حلقات و ليس على شكل كتل. أي ان المعرفة الموضوعية يجب ان تطرح بشكل حلقات جامعة بان يجمع اولا المواضيع الضرورية و المسائل الضرورية بخصوص تلك المواضيع ، ثم بعد الانتهاء من الجمع ينتقل الى بيان اكثر توسعا لكل المواضيع المهمة وهكذا حتى يمتلك المسلم معرفة جميع المهم ثم ينتقل الى ما هو اقل اهمية وهكذا سواء في المواضيع او في مسائل المواضيع.