الاثنين، 2 مارس 2020

حكمة المعارف الدينية

ان الحكمة متأصل و مترسخة و بينة في المعارف الشريعة ولا تفنك منها لا في اصولها ولا في فروعها وهذا من المسلمات ليس عند المؤمنين بل عند المنكرين ايضا. 
ومن هنا لا يقبل اي فهم او نقل او نسبة الى الدين و الشرع وهو واضح في مخالفته الحكمة، و كل ما ينسب الى الدين وهو خال من الحكمة فهو ليس من الدين.
و كل المعارف ممكن ان تكون حكمة وممكن الا تكون حكمة الا القران و السنة فان الحكمة لازم لهما ، كما ان الحكمة ليست شيئا غيبيا كما يصور البعض بل هو شيء عقلائي شهودي واضح المعالم و الصور، و ما لا تدرك حكمته فهو ليس من الحكمة.
فالحكمة شيء عقلائي عرفي واضح الا انه لاجل محدودية المعارف العقلائية و ا تناهي المعارف الشرعية فان تفصيل تلك الحكمة قد لا يحاط به، الا انه لا بد من قدر ادنى ولو اجمالي و كلي في حكمة اي معرفة شرعية، ومن هنا يتبين لا دقة القول ان الحكمة موجودة لكن مجهولة في امر من امور الشرعي، بل دائما الحكمة واضحة و ليس في الامر تعبد، وهكذا الصلاح و الخير و الحسن كلها امور واضح بينة مفهومة كصفات الا انها لا توصف ولا تدرك ولا يحاط بها حالخها حال اي شيء في الوجود فلا اختلاف في هذه الجهة بين الاشياء المادية و الاشياء المعنوية و الا شياء الذهنية ولا الاشيباء الخارجية، فهي مثبتة و معلومة الا ان الاحاطة بها ممتنعة و وصفها ممتنع وانما نعرفها و نتعامل بها بحدود معرفنا المثبتة لها و النافعة في مجال طاعتنا و ماتثالنا لله فيها.
و احيانا توصف الشريعة كلها و الدين كلها بالحكمة وهذا لا يعني ان كل حكمة هي وحي بل المعنى الشريعة لا تكون الا حكمة و الدين لا يكون الا حكمة، فمعنى ذلك ان كل امر ليس حكيما فهو ليس من الشرع وان نسب اليه، كما ان كل شيء حكيم هو مرضي ومحمود في الشرع كما هو حال الخير و الاحسان و الحسن و محاسن الافعال و الاقوال والمعارف فكلها امور محبوبة مرضية للشرع.