ان من اهم الاثار السلبية للتمذهب و التمدرس و التطوؤف هو تضيق المصادر فان لكل شيء في الحياة منطقية و حينما يخرج شيء من الاعتبار يكون من غير المنطقية السؤال عنه او اعتماده فتتضيق المصادر، فيكون البحث منحصرا في فئة جزئية من المصادر التي تناولت الموضوع، بل احيانا وهذا ما عاد من جديد في العصور الاخير نجد الباحث لا يناقش الا اقوال استاذه او مجموعة ضيقة جدا من الباحثين وهو عودة الى زمن التمذهب البحثي وهو اكثر شيء يقتل البحث.
ان رأي الباحث او المتابع هو في الحقيقة نتاج مصادره فكلما كانت المصادر اوسع كان الرأي اكثر سعة واحاطة بالموضوع و كلما قلت المصادر كان الرأي اقل احاطة بالموضوع. و لا توجد منطقية بتحديد مصادر البحث بعد امكانية توصل العقول الى ما لا تتوصل اليه غيرها. ان البحث هو ساحة العقول و حينما يكون الباحث اكثر سعة يكون اقوى في تبين الاقوال المؤدلجة و الاراء المزيفة او الاراءا البعيدة عن حقيقة الامر ، وسوء الظن و حسن الظن لا مجال له هنا لان الابحاث ممارسات عقلية و لها منطقية و ينكشف بسهولة كل تحيز و انحراف عن الموضوعية. فعلى الباحث ان يدرس الرأي المتحيز و المنحرف و يقول انه متحيز و منحرف و اما انه يترك دراسة اراء الاخرين بحجة الكفاية فهذا مخالف للمنطق.
ان الموضوع لا يحدد طبيعة العقول التي تتناوله ، فليس كل موضوع اسلامي لا يجيد بحثه الا المسلم كما انه ليس كل موضوع غير اسلامي لا يجيد بحثه المسلم، بل ربما نجد لغير المسلم رايا منطقيا وصائبا في شان اسلامي كما اننا نجد لمسلم رايا منطقيا وصائبا بشان غير اسلامي. من هنا على الباحث عن يوسع مصادره و ليعلم الباحث ان الراي نتاج المصادر و كلما توسعت المصادر كان رايه اكثر احاطة بالموضوع و قيمة البحث في احاطته بالموضوع.