ان
المعارف عند الشخص الواحد لا تقبل الاختلاف وهذا من البديهيات، كما ان المعارف في
علم الاحاطة وعند الله تعالى لا تختلف ايضا، وهكذا هو الحال عند من يمده الله
تعالى بوحي اي بمدد خاص محيط وعلم احاطة و اهمهم الولي من نبي ووصي صلوات الله
عليهم.
المعارف
التي تصل الناس جلها ان لم تكن كلها هي كلام، وكلام حتى القطعي منه فيه تراكيب قد
يتفاوت الناس في قواعد دلالاتها، وهذا ما ادى الى اختلاف المفسرين، فالحق ان
الواجب انهم لا يختلفون، لكن لاجل التفاوت اختلفوا.
ان
التقصير واضح تجاه اساليب التعبير في النص الشرعي، و قد اتكل الفقهاء كثيرا على
الفهم المنقول و ما صدرت من احكام عليه مع عدم اهتمام مناسب في اساليب التعبير.
تلك النقولات قد تبلغ عدد يصعب احصاؤه، و انما يعاني المتأخرون من تباين الفهم
لاجل تباينهم في معرفة تلك الاساليب.
فالاشكال
ليس في المعرفة المحمولة في النص بل الاشكال في طريقة التعبير عنها، والذي قد
يحقق التشابه عند البعض او يحقق التشابه فعلا فلا بد ان يحكم و غالبا ما تجد
الفقهاء يهتمون كثيرا بالبعد المعرفي للنص ويقدمونه على البعد اللغوي له حينما
يحصل لهم ارباك في الفهم والتوفيق وهذا تام جدا وانجاز يستحقون الشكر عليه ولقد اخطأ
كثيرا من اخلد الى لغوية النص مخالفا المعارف الثابتة.
اذن
الاختلاف في فهم النص ليس مهما كثيرا اذا لم يؤد الى اختلاف المعارف، بل ان
التعبير عن النص ليس ممنوعا ايضا اذا لم يؤد الى اختلاف المعارف. المهم والمهم جدا ان لا تختلف المعارف وان تكون
متوافقة و متناسبة، و كما ان العالم يبني مبان يسير وفقها في جميع تحصيلاته
الدلالية فان على العلماء ان يتحركوا ككتلة واحد في الفهم والدلالة، وهذا ما نسميه
توحيد منطق العلماء. اي كما ان لكل عالم منطق واحد لا يمكن ان يتعدد ينبغي ان يكون
للعلماء منطق واحد غير متعدد ولهذا فالتعدد المدرسي و المنهجي و المذهبي و غيرها
كلها ليس لها وجه، بل لا بد من بذل قصارى الجهد لاجل توحيد مباني فهم النص و التي
ستؤدي الى توحيد المعارف والاقوال.
و
الحقيقة الاهم ان الاختلاف ليس في المعارف والاختلاف فيها غير مبرر ، انما
الاختلاف في الفهم و لاجل تجاوزه لا بد من توحيد ادوات الفهم. كما انه من المفيد الانتقال من انزعال الفهم الى اجتماع الفهم بان يجتمع الناظرون الى النص و يتبادلون الاراء انيا وكليا حتى يخرون براي واحد في مجالس محلية او بيتية او دولية حتى نصل الى معارف موحدة سببها وحدة الفهم ومبانيه.