الخميس، 20 فبراير 2020

تعدد الفهم للنص القراني ظن

من الواضح من السيرة المشهورة هو تجويز الاختلاف في فهم النص القراني و انه لا يرون حرجا في ذلك الا ان هذا في الحقيقة مخالف لكثير من الاصول وما هو الا اعتراف الى الحاجة الى عالم قيم لا يختلف.
وهذا التجويز بين الاشخاص لا يمكن قبوله بالنسبة للشخص الواحد، فلذلك فالعبارات التخييرية عند البعض موهمة لتجويز ذلك وهذا من الغريب فعلا، بل المصدق اما ان يختار جزما احد الاطراف او انه يقول بالعجز و يتوقف حتى يسال العالم القيم الذي لا اختلاف عنده.
ومع ان الكثير من حالات تعدد الفهم هو ناتج عن اعتماد الظن و ادخاله في العلم و التقليد و غيرها من امور الا انه للخروج من حالة تعدد الفهم فان المتعين هو الاكثر تمثيلا و تحقيقا للمصدقية و التوافق و الثبوت  والكمال بيانيا لان القران احسن الحديث. ولو انهم اعتمدوا العلم وتركوا الظن للانتفى التعدد الفهمي او التاويلات ، و لو انهم اختاروا المصدق الذي له شواهد وعتمدوا قاعدة احسن الحديث بقصد الاكمال و الاجمل و الافضل لما تعددد الفهم، اذ ان الحكمة تمنع من ان يكون كلام للبيان و يوصف بتمام البيان ثم يحصل اختلاف في الفهم و تعدده. ومن الغريب انهم لا يختلفون في فهم الالاف النصوص البشرية في المسموع و المقروء بل ملاييينها و يجدون دلالة متفقة بين جميع من يقراها لكن حينما ياتون الى النص الشرعي وهو الموصوف بالبيان و الحكمة يجوزون الاختلاف و يختلفون فعلا في فهمه، هذا شيء غريب وعجيب.
والصحيح ان هذا سببه ادخال الظن في الدين و في الفهم وفي النقل، و الحل هو اعتماد الفهم العاديب العرفي من دون اي تدخل لمعارف ظنية.