لا ريب ان الفقيه - غير الوصي- يعلم و يمد بالعلوم كما ان الوصي يعلم ويمد، لكن الاختلاف ليس في كم العلم و مدة مدده بل الاختلاف في طبيعة العلم و طبيعة المدد. وان عدم التفات البعض الى هذه النقطة ادى الى الالتاباس عندهم.
فمدد الوصي صلوات الله عليه مدد احاطة باثر الوصية والتوفيق الخاص فيمد من الله تعالى المحيط بالاشياء، و علمه الذي يعلمه هو علم الحقائق كما هي في عالم الاحاطة. اما الفقيه فمدده مدد تسخير لاجل ان يستطيع ان يمتثل وهذا المدد اعتمادا على اسباب العلوم المتعارف والتي لا تحقق احاطة لمحدودية ادواته، و العلم الذي يحصل عليه هو علم تسخير لاجل الطاعة و الامتثال و ليس لاجل ان يعرف حقائق الاشياء كما هي.
ولا يعني هذا ان الولي نبيا او وصيا يحيط علما بالاشياء فان هذا ممتنع على المخلوقين بشرا كانوا ام غير ذلك، وهو من مختصات الخالق البارئ، لان الله لا يوصف و فعله لا يوصف و خلقه لا يوصف اي لا يدرك ولا يحاط به، و ليس بمقدور مخلوق ان يحيط علما باي مخلوق وانما الولي نبيا كان او وصيا يتعلم علما حقائقيا و مددا محيطا فيعلم بقدر تلك المعرفة ولا سبيل للاحاطة التامة بالشيء من كل جهة لانه ممتنع لاه ذلك لا يدرك.