القران خطاب لغوي و بما هو نص فانه يمكن ان يثير تعددا او احتمالا في المعنى الا انه لا ينبغي ان يكون ذلك مدعاة لتعدد المعاني بطريقة خارجة عن اطاره الخطابي الوظيفي و لمجرد طرح الافكار لان القران ليس نصا معرفيا مجانيا بحثيا و انما هو تعاليم وظيفية يقصد بها غايات تنظيمية.
ان الدلالة تحددها مجموعة من القرائن الداخلية و الخارجية و القران جاء وفق الطريقة العرفية العقلائية الواضحة لاهل اللغة و من السهل جدا الوصول الى معارف تفسيرية متقاربة بل وموحدة باتباع الطريقة اللغوية السائدة بين المخاطبين و الالتفات الى تعاونية و تبادلية النص القراني.
القرينة و ما ينتج عنها من دلالة غالبا ما تكون علمية معلومة واضحة لها درجة عالية من اليقين و الجزم بحيث اذا القي الخطاب الى مجموعة من الناس فان غالبيتهم يفهمون مفاده بشكل متقارب و يستفيدون منه ذات الفائدة، هذا الشكل من القرينة و الدلالة هي القرينة العلمية و ما ينتج عنها هو الحق و اليقين ، في قبال ذلك هناك القرائن الظنية و التي تنتج دلالات ظنية لا اعتبار بها عند المخاطبين، و رغم ان العبارة القرانية واسعة يمكن ان تنطبق على طيف واسعة من المصاديق الا انه لا يصح ان يصبح النص القراني نصا تاويليا و يفقد غرضه الاساسي التعليمي التنظيمي.
الخطاب القراني خطاب معرفي تعليمي تنظيمي لاجل الحكم و العمل و ليس لاجل مجرد الابحاث و اظهار المهارات الدلالية و التاويلية بما يتعارض مع تلك الوظائف.
فينبغي في التفسير الاقتصار على القرائن و الدلالات العلمية الموجبة للجزم و اليقين الواضحة العامة التي توحد و لا تفرق و الابتعاد عن القرائن و الدلالات الظنية الموجبة للاختلاف و التشتت مهما كان مصدرها او طريقة حصولها.