الحاجة الى بيان العالم من الضروريات الانسانية و عليها تقرير العرف و الشرع بل و العقل. ولاجل ان البيان التعليمي للعلماء يلحظ فيه المتعلم ولاجل ان متعلم الشرع هو انسان بسيط بمدارك عامة عادية عرفية، فينبغي ان يكون البيان و ما ينتج عنه من دلالة مبينة وفق الطريقة العادية العرفية العقلائية في الفهم و الا حصل انقطاع بين فهم العالم و فهم المتعلم و معلوم ان فهم العالم ليس حجة على المتعلم و انما الحجة على المتعلم فهمه هو، و انما العالم مبين و شارح و مقرب للدلالة العلمية بدلالة تعليمية.
فلا يمكن باي وجه من الوجوه ان تكتسب الدلالة العلمائية اية حجية ذاتية ولا يمكن ان يكون لفهم العالم اي حجية ذاتية و انما يكتسب حجيته من جهتين الاولى ان يكون فهما للنص الشرعي وثانيا ان يكون بالطريقة العرفية العادية العقلائية التي لا يتفاوت فيها اثنان، و انما الفرق هو اطلاع العالم و عدم اطلاع المتعلم. هكذا بيان تعليمي علمائي هو علم وحجة و غيره ظن بل قد يكون كذبا.
فالبيان العلمائي التعليمي ان كان من الدليل الشرعي و بالفهم العادي العرفي فانه بيان علم وهو حجة، واما اذا كان بفهم خاص غير عام و غير عرفي للدليل الشرعي فانه يكون ظنا واما اذا كان فهما لما هو ليس دليلا فانه يكون كذبا.
ومن هنا يحسن للعالم ان يرفق بيانه بالدليل ولو مختصرا كما انه يحسن بالمتعلم ان يمتلك ادوات العلم ويكون له فهم مباشر بلا واسطة بيان تعليمي.