السبت، 11 أبريل 2020

نصيحة روائية


كل رواية فيها شيء من الاشكال او شيء من الغموض او شيء من اللاواقعية او شيء من اللاعقلانية ليس عليك العمل بها.

لأن الحق نور و بيان ووضح وواقعية وعقلانية.

لقد بذل المحدثون رحمهم الله تعالى جهدا كبيرا في توجيه هكذا روايات ، لكن في الحقيقة هذا لا يحول الظن الى علم ، فهكذا توجيه ينبغي ان يترك ، ان هذا لا ينفع في ميزان الحق و العلم والصدق. لا بد في الرواية من البداية ان تكون واضحة هينة سهلة في تمام الواقعية وفي تمام العقلانية.

الأحد، 5 أبريل 2020

استفت قلبك ؛ فائدة د. عبد العزيز الريس

هذه المقال من كتابي القادم ( استفت قلبك ؛ الوجدان الشرعي)



فائدة د. عبد العزيز الريس  

(يقول السائل: ما معنى حديث ( استفت قلبك ولو افتاك الناس) ؟ البعض يقول في تفسير هذا الحديث ان كان هناك دليل فليس هناك استفتاء قلب، هل هذا صحيح؟
 يقال : هذا الحديث الذي ذكره السائل هو حديث راوه الامام احمد عن وابصة بن معبد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استفت قلبك البر ما اطمانت اليه النفس و اطمان اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك )  لكن بيّن ابن رجب في كتابه جامع علوم الحكم  ان هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى اله عليه وسلم وان كان هناك من حسنّه ، لكن يغني عن حديث ما ثبت في مسلم  من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه  ان النبي صلى الله عليه واله قال ( والاثم ما حاك في صدرك  وكرهت ان يطلع عليه الناس)  وكذلك ما ثبت عند احمد من حديث ابي ثعلبة الخشني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال  ( البر ما سكنت اليه النفس واطمان اليه القلب والاثم ما لم تسكن اليه النفس  ولم يطمئن اليه القلب ) وكذا ما ثبت عند احمد عن ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال لما سئل عن الاثم قال ( ما حاك في نفسك وان افتاك المفتون ) وكذا ما ثبت عن  ابن مسعود رضي الله عنه  ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الاثم حوّاز القلوب) . وقد احتج بهذا ابن رجب وقد احتج بهذا  الامام احمد رحمه الله تعالى، و ما تقدم ذكره من حديث ابي ثعلبة  الخشني وابي امامة قد صححهما ابن رجب  في كتاب جامع علوم الحكم. اذا علم ما تقدم فانه يصح الرجوع الى القلب من باب الاعتضاد؛ الاعتماد او من باب الترجيح بين دلالة ادلة لم يظهر فيها الراجح فانه يرجع للقلب لترجيح احد الكفتين بدلالة ما تقدم من ادلة وهذا خلافا للغزالي وبعض الاصوليين الذين لا يرون الرجوع الى القلب البتة  ويقابلهم طائفة اخرون يرون الاعتماد على القلب كما يعتقد ذلك بعض لعامة ، وانما ينبغي ان نكون وسطا على ما تقدم ذكره وهو ما قرره شيخ الاسلام ابن تيمة رحمه الله تعالى لكن ينبغي ان يعلم انه لا يصح الرجوع لاي قلب في الترجيح بين امرين لم يظهر الراجح فيهما  من ادلة الكتاب والسنة  وانما ينبغي ان يلاحظ في ذلك قيود و شروط الامر الاول  الا يكون الدليل من الكتاب و السنة ظاهرا ولا بينا فاذا ظهر الدليل وجب اتباعه لقوله تعالى (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة  اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون الخيرة من امرهم)  وقد ذكر هذا ابن رجب في شرح الاربعين وهو المستفاد من كلام ابن تيمية  رحمه الله تعالى الامر الثاني انه لا يرجع الى أي قلب  بل الى قلب منور بالعلم و الايمان والطاعة فيرجع الى قلب رجل صاحب علم وتقوى وطاعة ومعرفة دينية  لا الى أي قلب وقد ذكر هذا ابن رجب في شرح الاربعين وابن ملقن في شرح الاربعين وهو مستفاد من كلام  ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى وكذلك من  كلام الطوفي في شرح الاربعين فاذن بما تقدم ذكره  فانه لا يرجع الى أي قلب بل بالضابط الى ما تقدم بيانه . قناة عبد العزيز الريش اليوتيوب.
تعليق:

البحث الاصلي ( الايات والاحاديث)


الايات:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )
الاحاديث
1-  حديث ( استفت نفسك وإن أفتاك المفتون)
قال الريس (يقول السائل: ما معنى حديث ( استفت قلبك ولو افتاك الناس) تعليق: لم اجده في كتاب حديث وانما وجدت لفظ  (استفت نفسك وإن أفتاك المفتون ) في حلية الاولياء عن واثلة. ومثله عن وابصة في جمع الجوامع عن تاريخ البخاري لكن يبدو انه اختصار لحديث وابصة، فالمتن التام لحلية الاولياء ولواثلة.
حكم الحديث متنا بمنهج العرض: الحديث صحيح. بلفظ ابي نعيم في الحلية
2-  حديث ( اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ)
قول الريس ( هذا الحديث الذي ذكره السائل هو حديث راوه الامام احمد عن وابصة بن معبد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استفت قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس.....).  وفيه ان الحديث الذي في السؤال ليس حديث مسند احمد ، كما ان الحديث الذي ذكره لم اجده في المسند وانما وجدت ما يلي مختصرا :
لفظ يزيد بْنُ هَارُونَ (يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ نَفْسَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الْقَلْبِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ قَالَ سُفْيَانُ وَأَفْتَوْكَ)
لفظ عبد الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ( الْبِرُّ مَا انْشَرَحَ لَهُ صَدْرُكَ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَإِنْ أَفْتَاكَ عَنْهُ النَّاسُ) .

نعم في الاربعين النووية لفظ ( إستفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ) قال حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدرامي بإسناد حسن. انتهى . وابن رجب اعرض عن هذا المتن ونقل متن المسند وهو تام فان هذا التفرد مع وجود المتن الاصل يشير الى نقل بالمعنى فلا تثبت به الرواية . و اقربها لما نقل هو حديث يزيد بن هارون ففيه ( استفت نفسك البر ما اطمان اليه القلب).  فيكون هو مراد النووي والله اعلم. ووجوده هكذا في نسخته ممكن الا انه ظن.
حكم الحديث متنا بمنهج العرض: التعدد النقلي لا يقبل في منهج العرض الا بالعلم بتعدد الحادثة والاصل وحدتها لوابصة، فيكون اللفظ وتحد و المتعين بحسب العرض هو لفظ عفان (يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ)
فالحديث صحيح بلفظ عفان.

3-  حديث (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع الناس عليه)
قال الريس ( لكن يغني عن حديث ما ثبت في مسلم  من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه  ان النبي صلى الله عليه واله قال ( والاثم ما حاك في صدرك  وكرهت ان يطلع عليه الناس)  تعليق: هذا تام ففي صحيح مسلم (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ) . لكن الحديث رواه احمد بسند صححه الارنؤوط فكان يحسن ايضا ذكر ما رواه احمد لان حديث الاول لاحمد وضعفه بعض وهو مال الى التضعيف، وان كان صحيح مسلم متفق على قبول حديثه  فقد روى احمد عن النواس بطرقه كما يلي مختصرا:
لفظ عبد الرحمن بن مهدي ( البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع الناس عليه ) قال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم.
لفظ عبد القدوس أبو المغيرة الخولاني ( البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يعلمه الناس ) قال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم.
لفظ زيد بن الحباب (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع الناس عليه ) قال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم.
حكم الحديث متنيا بحسب منهج العرض: اللفظ متعدد والاصل عدم تعدد الحادثة الا اذا وجدت قرينة ولا قرينة فاللفظ واحد وهو لفظ عبد الرحمن (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع الناس عليه) ويترجح على لفظ مسلم لانه اكثر مطابقة لطريقة العرف في الكلام فيقدمون الفاعل على المفعول.
حكم الحديث متنيا: حديث صحيح بلفظ عبد الرحمن .
قال الريس: (وكذلك ما ثبت عند احمد من حديث ابي ثعلبة الخشني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال  ( البر ما سكنت اليه النفس واطمان اليه القلب والاثم ما لم تسكن اليه النفس  ولم يطمئن اليه القلب ) تعليق: الحديث في المسند بلفظ زَيْدُ بْنُ يَحْيَى (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ.  وَقَالَ لَا تَقْرَبْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَلَا ذَا نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ ) .لكن ليست هذه الزيادة في كتاب الورع، و رواه الطبراني عن عبد الله عن ابيه من دون تلك الزيادة فقال بلفظ عبد الله : (عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا زيد بن يحيى ( البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب) وكذا لفظ الحلية عن احمد عن زيد قال ( حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إدريس بن عبدالكريم ثنا أحمد بن حنبل ثنا زيد بن يحيى) ،ولظ ابن الاعرابي عن ادريس عن احمد  وكذا لفظ جمع الجوامع للسيوطي عنهما و عن الهيثمي من دون تلك الزيادة بل ان ابن رجب قال وخرج احمد وذكر الحديث الى (المفتون) من دون الزيادة. مما يقوي الظن انها ليست في رواية عبد الله وانما فقط في طريق نسخة المطبوع وانها تعليق دارج من بعض الرواة ممن رواه عن عبد الله وحتى لو كانت من الحديث فاننا بمنهج العرض نفكك الرواية و ناخذ بالمضمون المصدق الذي له شاهد و نترك ما لا شاهد له وهذه الزيادة ليست فقط ليس لها شاهد بل مخالفة لظاهر القران.
هذا وان صدر الحديث مهم جدا فانه قال (قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي ويحرم علي قال فصعد النبي صلى الله عليه و سلم وصوب في النظر) لكنه متعدد اللفظ فوجب بسطه:
لفظ المسند (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِى بِمَا يَحِلُّ لِى وَيُحَرَّمُ عَلَىَّ. قَالَ فَصَعَّدَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَصَوَّبَ فِىَّ النَّظَرَ فَقَالَ « الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ » وَقَالَ لَا تَقْرَبْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَلَا ذَا نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ
لفظ الروع (قلت يا رسول الله اخبرني ما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي صلى الله عليه وسلم البصر في وصوب فقال النبي صلى الله عليه و سلم البر ما سكنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن اليه القلب وان افتاك المفتون)
لفظ المعجم الكبير ومسند الشاميين (قلت : يا رسول الله أخبرني بما يحل لي وما يحرم علي فصعد في البصر وصوبه وقال : البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب )
لفظ الحلية ( قلت يا رسول الله أخبرني ما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي صلى الله عليه و سلم وصوب فقال البر ما سكنت إليه النفس وأطمأن اليه القلب والإثم مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون)
لفظ غاية المقصد (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِى بِمَا يَحِلُّ لِى وَيُحَرَّمُ عَلَىَّ؟ قَالَ: فَصَعَّدَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَصَوَّبَ فِىَّ النَّظَرَ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ.)

معجم ابن الاعرابي ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله أخبرني بما يحل لي ، وما يحرم علي ، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم في البصر وصوب ، فقال : البر ما سكنت إليه النفس ، واطمأن القلب ، والإثم ما لم يسكن النفس ولم يطمئن إليه القلب ، وإن أفتاك المفتون
ولفظ مجمع الزائد (قلت : يا رسول الله أخبرني بما يحل لي وما يحرم علي قال : فصعد النبي صلى الله عليه و سلم وصوب في البصر فقال النبي صلى الله عليه و سلم :  البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون)
اقول قال التوحيدي في البصائر يقال: صعد فيه البصر وصوب، فيكون احكمها وارجحها  هو لفظ احمد في الورع (قلت يا رسول الله اخبرني ما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي صللى الله عليه وسلم البصر فيّ وصوب فقال النبي صلى الله عليه و سلم البر ما سكنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن اليه القلب وان افتاك المفتون) وان قاربه لفظ ابن الاعرابي الا ان لفظ (الورع) اكثر مطابقة لعرف الكلام بتقديم المفعول على الظرف.

حكم الحديث متنيا بحسب منهج العرض: الحديث صحيح بلفظ  كتاب الورع.
5-  حديث (سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الإثم ؟ قال : « ما حاك في صدرك فدعه » . قال : فما الإيمان ؟ قال : « إذا ساءتك سيئتك ، وسرتك حسنتك فأنت مؤمن »)
قال الريس: ( وكذا ما ثبت عند احمد عن ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال لما سئل عن الاثم قال ( ما حاك في نفسك وان افتاك المفتون ) تعليق: ولم اجده بهذا اللفظ لا عند احمد ولا خارجه ، كما ان ما في احمد هو ان رجلا سال لكن اخرج الحاكم سؤال ابي امامة في احد لفظيه من غير طريق احمد وصححه الذهبي قال (محمد بن صالح ... عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ما الإثم ؟ قال : إذا حاك في صدرك شيء فدعه) لكن في المستدرك بطريق الى احمد  وفي المسند ان رجلا سال رسول الله . وهنا لفظه:
المستدرك : أبو بكر بن إسحاق الفقيه ... عبد الله بن أحمد بن حنبل .. عن أبي أمامة : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم : ما الإيمان ؟ قال :  إذا سرتك حسنتك و ساءتك سيئتك فأنت مؤمن قال : يا رسول الله ما الإثم ؟ قال :   إذا حاك في صدرك شيء فدعه)
المستدرك: محمد بن صالح بن هانئ ... عن أبي أمامة ، رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ما الإثم ؟ قال : « إذا حاك في صدرك شيء فدعه »
مسند احمد : إِسْمَاعِيلُ .. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْإِيمَانُ قَالَ إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِثْمُ قَالَ إِذَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ)
مسسند ابن المبارك : زيد بن سلام ، عن جده ، قال : سمعت أبا أمامة ، يقول : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الإثم ؟ قال : « ما حاك في صدرك فدعه » . قال : فما الإيمان ؟ قال : « إذا ساءتك سيئتك ، وسرتك حسنتك فأنت مؤمن »
المعجم الكبير (إسحاق بن إبراهيم ..عن أبي أمامة قال : قال رجل : ما الإثم يا رسول الله ؟ قال : ما حاك في صدرك فدعه : قال : فما الإيمان ؟ قال : من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن
مصنف عبد الرزاق ... عن أبي أمامة قال قال رجل ما الإثم يا رسول الله قال ما حاك في صدرك فدعه قال فما الإيمان قال من ساءته سيئاته وسرته حسنته فهو مؤمن)
مجمع معمر : ... عن أبي أمامة ، قال : قال رجل : ما الإثم يا رسول الله ؟ قال : « ما حاك في صدرك فدعه » ، قال : فما الإيمان ؟ قال : « من ساءته سيئاته ، وسرته حسنته ، فهو مؤمن »
الزهد لابن المبارك .. عن أبي أمامة ، قال : قال رجل : ما الإثم يا رسول الله ؟ قال : « ما حاك في صدرك فدعه » ، قال : فما الإيمان ؟ قال : « من ساءته سيئاته ، وسرته حسنته ، فهو مؤمن »
الروياني : عن أبي سلام قال : سمعت أبا أمامة يقول : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الإثم ؟ ، قال : « ما حاك في صدرك فدعه » ، قال : فما الإيمان ؟ قال : « إذا ساءتك سيئاتك ، وسرتك حسناتك فأنت مؤمن »
المعجم الاوسط : عن أبي سلام ، عن أبي أمامة قال : قال رجل : ما الإثم يا رسول الله ؟ قال : « الإثم ما حك في صدرك ، فدعه »
شعب الايمان: ممطور عن أبي أمامة : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما الإيمان قال : إذا ساءتك سيئاتك وسرتك حسناتك فأنت مؤمن قال : فما الإثم قال : إذا حك في صدرك شيء فدعه وفي رواية مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سأله رجل فقال : يا رسول الله ما الإيمان قال : إذا سرتك حسنك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن قال : يا رسول الله ما الإثم قال : إذا حك في صدرك شيء فدعه. يقصد مسلم بن ابراهيم فان اللفظ الاول لابي عامر.
اقول من الجائز ان يعبر الرجل بالغائب عن نفسه فيقول سال رجل و يريد نفسه لكنه خلاف الاصلب و على كل حال هنا تعدد لطفي  وحاك اكثر تعبيرا عن الاضطرار و الترك من حك فيكون ( حاك ) هو الامتعين. واللفظ المتقدم بحسب طريقة العروف هو السؤال على الجزئي الابتلائي الخارجي وهو الاثم قبل الايمان و التحذير يكون بالمخاطب ثم الكلام يتشاكل هكذا و لان السؤال عن الاثم فهو يحدث عن الغائب فيكون لفظ مسند ابن المبارك  بفظ ( سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الإثم ؟ قال : « ما حاك في صدرك فدعه » . قال : فما الإيمان ؟ قال : « إذا ساءتك سيئتك ، وسرتك حسنتك فأنت مؤمن ) هو المتعين.

حكم الحديث متنيا بحسب منهج العرض: الحديث صحيح بلفظ مسند ابن المبارك.


6-  قول ابن مسعود ( إن الإثم حواز القلوب فما حز في قلب أحدكم شيء فليدعه.)
قال الريس ( وكذا ما ثبت عن  ابن مسعود رضي الله عنه  ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الاثم حوّاز القلوب) تعليق: الحق انه موقوف فلا يكون حديثا شرعيا لانه من باب الحكمة والتجربة فلا يستفاد اسناده الى الولي منه. فيكون فائدة واستفادة متفرعة من السنة وهو معرفة تفرعية تبحث في القسم الثاني.

القسم الثاني: البحث الفرعي ( الفوائد)
1-  قول ابن مسعود ( إن الإثم حواز القلوب فما حز في قلب أحدكم شيء فليدعه.)
قال الريس ( وكذا ما ثبت عن  ابن مسعود رضي الله عنه  ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الاثم حوّاز القلوب) تعليق: الحق انه موقوف فلا يكون حديثا شرعيا لانه من باب الحكمة والتجربة فلا يستفاد اسناده الى الولي منه. فيكون فائدة واستفادة متفرعة من السنة وهو معرفة تفرعية . والحواز بتخفيف الواو ما له حز و اثر بمعنى الضيق والتردد وهو في ما يقابل الانشراح و الطمانينة مثل حاك .  وجاء بتعدد لفظي.

المعجم الكبير: محمد بن النضر الأزدي .. عبد الله قال : إن الإثم حواز القلوب فما حز في قلب أحدكم شيء فليدعه.
شعب الايمان: أبو عبد الله الحافظ .... قال عبد الله : الإثم جواز القلوب فإذا حز في قلب أحدكم شيئا فليدعه.


اقول قد بينت في كتب منهج العرض ان الحديث هو ما ينتهي الى الولي من نبي او وصي صلوات الله عليها، لذلك فيكون كلام غيره المشتمل على بعد شرعي بانه تفرع. ولاشتمال كلام اين مسعود على مفردات ( الاثم ، فليدعه) فانه بلا ريب يريد به البعد الشرعي فيكون الحكم فيها حكم في معرفة شرعية.  ولغظ الحديث متعدد والفرق بوجود (انّ) في أحدهما وهو أرجح لان المقام تحذير فيكون لفظ الطبراني هو المتعين.
خلاصة فائدة ابن مسعود: ما يحز في القلب اثم فدعه.
حكم الفائدة متنيا بحسب منهج العرض: فائدة صحيحة بلفظ الطبراني في المعجم الكبير.

ثانيا: قوله ( يقال ) الظاهر يعني انه ينبغي ان يقال و ليس المعنى ( يقال) أي قال البعض. وقوله (وقد احتج بهذا ابن رجب وقد احتج بهذا  الامام احمد رحمه الله تعالى) يبدو لي انه اراد الامام احمد فتوهم وابن رجب صرح باحتجاج احمد وقوله ( ثبت عند احمد ) يظهر لي انه يعني ب ( عنده ) أي روايته و ليس رايه أي ثبت برواية احمد ، مع انني  ارى ان الاصل صحة الحديث عند من يرويه الا اذا ثبت العكس لكن المشهور لا يرون ذلك. و ثانيا: قوله ( صلى الله عليه وسلم ) ينبغي ان تكون بصيغة ( صلى الله عليه واله وسلم ) لانها السنة.
ثالثا: قال الريس (...يصح الرجوع الى القلب من باب الاعتضاد؛ الاعتماد او من باب الترجيح بين دلالة ادلة لم يظهر فيها الراجح فانه يرجع للقلب لترجيح احد الكفتين بدلالة ما تقدم من ادلة .... ينبغي ان يلاحظ في ذلك قيود و شروط الامر الاول  الا يكون الدليل من الكتاب و السنة ظاهرا ولا بينا .... الامر الثاني انه لا يرجع الى أي قلب  بل الى قلب منور بالعلم و الايمان والطاعة فيرجع الى قلب رجل صاحب علم وتقوى وطاعة ومعرفة دينية  ) تعليق: الحديث ملتفت الى طاعة الله ورسوله فجر الحديث الى ساحة الادلة لا مجال له، والكلام كله في فتوى المفتي و المفتي هي غير النبي والوصي، والمراد نفي التسليم للمفتي وان كل ما يقوله يعرض على الوجدان، وهذا يعني معاملة الفتوى معاملة النقل ، أي ان الاصل في الفتوى الظن حتى يكون لها شاهد ومصدق من الوجدان فان كان لها شاهد ومصدق من الوجدان الشرعي عند المسلم عمل بها و الا لم يعمل بها، والقلب هنا قلب المسلم أي مسلم ولا يشترط فيه أي شرط زائد لان الدليل مطلق ولان المعرفة لا تشترط ذلك. وهذا الحديث يقع في خانة ادلة عرض المعارف على القران والسنة، لان قلب المسلم منور بالقران و السنة بالقدر الراسخ الظاهر لكل مسلم. فالحديث يدعو الى عرض كل معرفة على ما هو راسخ وصابت في الوجدان من القران والسنة ولهذا نحن عرضنا قول ابن مسعود و قول الريس على الوجدان الشرعي فكانت فائدة ابن مسعود مصدقة و كانت فائدة الريس فيها حز وحكاكة و عدم انشراح.
خلاصة فائدة الريس: ( ان العرض على القلب للادلة و الفتاوى بالاعتضاد وبشروط هي عدم رجحان الادلة وان يكون القلب لمتق ورع)
حكم فائدة الريس متنيا بحسب منهج العرض: فائدة معتلة.